![]() |
هل الفرضية ضرورية في المنهج التجريبي |
المدخل: أن السر التقدم العلوم و النجاحها يرجع الى تطبيقها لمنهج التجريبي في مادة الفلسفة . الذي يقوم على الملاحظة و الفرضية و التجربة لحل ابرز هذه الخطوات, يرجع إلى الفرضية بإعتبارها تفسير مؤقتة للظاهرة الطبيعية. و لعل سبيله في الوصول الى الهدف لظاهرة, يبحث عنها الباحث العلم و الفلسفة حيثما تثبته التجربة . و هذا ما قال ما جندي ان الحادثة التي يلاحظها الباحث تغنيه .عن سائر الافكار و يقصد بالافكار بمعنى الفروض
المسار: لقد اشتد الصراع بين الفلاسفة و المفكريين حول الأهمية الفرضية . فهناك من يرى ان الفرضية خطوة في البحث العلمي وتبنى هذا الطرح نزعة عقلية . وهناك من يرى انه يمكن الاستغناء عنها و تبنى هذا الطرح النزعة التجريبية. وفي ظل هذا الصراع الموجود بين الموافقين. و متعارضين نطرح سؤالا كالاتي
? الإشكال : هل يمكن الاستغناء من دور. الفرضية في البحث العلمي. او تمسك بالحادثة في حد ذاتها محاولة تفهمها .بصورة دقيقة
: المحاولة حل المشكلة
القضية : النزعة العقلية
منطقها : يرى الانصار النزعة العقلية .ومن بينهم هينري و بوانكاري و كلود بيرنارد . ان الفرضية تمثل خطوة ضرورية. في البحث العلمي و لا يمكن الاستغناء عنها . وهي تلك الملاحظة المؤقتة التي توحي. بها الملاحظة والتي تقود العالم . الى التجريب و التحقق من الصحة الموضوع
: الحجج
الملاحظة غير الكافية لتفسير و فهم الظواهر الطبيعية فيجب على العالم , ان يقترح فرضية للوصول الى حل النهائي لها . فان الفرضية تمثل خطوة الاساسية لمنهج التجريبي لانها بمثابة مشروع . و هدا ما قاله كلود بيرنالد الفرض هو نقطة الانطلاق. ضرورية لكل التجربة و لولاه لما امكن قيام باي استقصاء
عن طريق الفرضية يصل الباحث الى ضبط. الاسباب حدوث الظاهرة . تمهيدا للتجربة و عن العلاقات التي تربط الظواه . ببعضها البعض . لان الملاحظة لا تعني الفهم و في هذا الشان يقول بوانكاري. كما ان كومة من الحجر ليست بيتا . كذلك تجميع الحوادث ليس علما
ان الكشف العلمي يرجع الى التاثير العقل اكثر مما يرجع الى التاثير الاشياء. و يوقل الاحد المفكريين ان الحوادث تتقدم الى الفكر بدون رابطة . الى ان ياتي الفكر المبدع فكما ان كومة الحجارة , ليست بيتا كذلك الاجتماع الحوادث. من ترتيب ليس علما
لا يمكن الاستغناء عن الفرضية باعتبارها جهد العقلي . فتمثل دورا للعقل في البناء المعرفة العلمية . وفي هذا الشأن يقول كلود بيرنالد ان الفرضية هي النقطة الانطلاق ضرورية , لكل الاستدلال تجريبي
الاكتشافات العلمية اي القوانين اساسها العقل . فالفرضية مبدأ كل برهنة , و كل الاختراع وفي هذا الشان يقول غاليلي , ان الفرضية في الأصل هي عبارة عن قانون الأولي يؤكد عليه التجربة , وكما يقول بارنرد الفكرة هي مبدأ كل البرهنة و اليها ترجع كل المبادرة
الظواهر الطبيعية معقدة لا تكشف عن نفسها لمجرد ملاحظتها . فالفرضية تمثل دور العقل في البناء المعرفة العلمية التجريبية
العقل البشري يميل الى التغيير و البحث عن العلة الظاهرة اي سببها . و بالتالي فإن الفرضية هي المنطق نحو التجربة و صياغة القوانين
العالم لويس باستور ربط الظاهرة التعفن بالجراثيم رغم عدم رؤيته لها. وكما يؤكد بوانكاري على دور الفرضية لأن الملاحظة السطحية و التجربة عشوائية . لا تبنيان العلم اذ يقول كما أن الكومة من الحجارة ليست بيتا فكذلك تجميع الحوادث ليس علما. و ايضا يقول ان الملاحظة و التجربة لا تكفيان الإنشاء العلم , فمن يقتصر عليها بالجهل الصفة العلم أساسية
النقد : بما ان الفرضية من الوحي خيال فقد تبين الباحث عن الحقيقة و توقعه في التفسيرات الخاطئة , و بعيدا عن الموضوعية كما انه من ممكن ابتعاد الباحث عن التفسير الحقيقي للظاهرة , و هذا ما حدث لغاليلي حينما اكتشف اقمار المشتري , بواسطة المنظار و هنا نجد ان الاكتشافات, العلمية في الغالب لم تكن سوى اندفاع من فضولهم
النقيض القضية : نزعة التجريبية
منطقها : يرى اصحاب النزعة التجريبية يمكن ااستغناء عن الفرضية في المنهج التجريبي . بل جعلوها ركيزة الاساسية قد تكون في بعض الحالات اكثر قيمة من التجربة , في حد ذاتها و يعتبر كلود برنارد اكثر المتعصبين لهذا الراي , و كذلك الفيلسوف بوانكاري
: الحجج
افتراض المرفوض لأنه يعيق التقدم العلمي و يلائم مع العمل التجريبي , التمييز بالواقعية فان ثبت بطلانه عدلنا عنه الى الفرض الثاني فثالث حتى يكون قانونيا عاما . لكن هذا راى طائفة من الباحثين و خاصة منهم بعض التجريبين . فهم يرون في الاستقراء الذي نحصل به على القضية عامة
ترتبط الفرضية بتانولات المسبقة للظواهر من ذاتية و التصورات على انها من الخيال , لذلك قال ماجندي لتلميذه. كلور برنالد اترك عباءتك و خيالك عند باب المخبر . و هدا ما قاله جسميل ان الطبيعة كتاب مفتوح , و الادراك القوانين التي تتحكم فيها ما عليك الا , ان تطلق العنان لحواسك اما عقلك فلا
طريقة تلازم في الغياب و مفادها ان الغياب العلة يستتبع غياب المعلول معها, قام باكسال نفسه بحدف الضغط الجوي من الوعاء الزئبق و الانبوب, الممتد فيه و وصل الى الزئبق لم يرتفع في الانبوب و هنا الغياب ضغط الهواء
التجريب هو خطوة الاساسية و معيار الوحيد لصحة نتائج لذلك فإن الاخذ بالفرضية, هو الرجوع التفكير الغير السليم و الميتافيزيقي ولذلك فإن فرنسيس , يكون يدعو بالاكتفاء بالتجريب, اذ يقول التجربة احسن الادلة و نجد ان الفكرة عند ماجندي اذ يقول ان الملاحظة الجيدة تغذي الباحث, عن الفرضية فالاستبدالها بقواعد الاستقرار و هي كالاتي
قاعدة التلازم في الحضور : أي الحضور العلة أي السبب يلزم عنه الحضور المحلول , اي النتيجة مثال كلما ارتفعت درجة الحرارة أدى الى التبخر الماء
القاعدة التلازم في الغياب : وهي الغياب العلة يلزم عنه غياب المحلول , مثل غياب الحرارة يؤدي الى غياب التبخر
القاعدة التغيرات النسبية : كلما تغير السبب بمقدار معين تغيرات النتيجة بمقدار المعين مثل كلما اقتربنا, من السطح البحر ارتفعت نسبة الرطوبة و كلما ابتعدنا عنه قلت الرطوبة
قاعدة البواقي : مفدها الباقي من الأسباب الباقي من الظواهر مثال لدينا 3 مفاتيح , و لدينا 3 الأبواب فإن كل مفتاح يفتح الباب
النقد : أن القواعد استقراء تنطوي غير الفرضيات وغير معلن عنها فهي تؤكد أهمية فرضية ولا نلغيها , و اذا استغنينا عن الفرضية و اعتمدنا على الملاحظة الحسية فالحواس غالبا ما تخدعنا , و هذا ما قاله فيلسوف ويوال قال , ان الاستدلال التجريبي الذي يقترح, ميل يغفل دون العقل و نشاطه و لهدا يجب على العالم, ان يشبع عقله بالاطلاع الواسع ببعض النظريات و الافكار
كما ان التفكير العلمي الذي يعد همه الاكتشاف العلل او الاسباب , بقدر ماهو الاكتشاف العلاقات الثابتة بين الظواهر , و هدا ما قاله غاستوب ان التجريب العلمي الصحيح يتنافى , و هده الطرائق التي تعود الى عمر ما قبل العلم
التركيب : ان المواضيع الاستقرائية تفيد العالم و تجعله يقف على معرفة الظاهرة و عللها دون تجاوز الطابع الحسي لها , و بدون عقل المفكر يجمع بين الحوادث , و لهدا تبقى الفرضية ضرورية في المنهج التجريبي, لكن يجب ان تخضع لشروط و هي الالتزام بالموضوعية , و الابتعاد عن الذاتية
: حل المشكلة
نستنتج مما السبق ان الفرضية تعتبر خطوة ضرورية في المنهج التجريبي , و لا يمكن الاستغناء عنها فيجب الاخضاعها لشروط وهي ان تكون تابعة من الملاحظة العلمية وان تكون غير قابلة لتحقيق, بواسطة التجربة و ان تكون بعيدة عن التفسيرات الميثافيزيقية, و كما قال كلود بيرنالد ان الملاحظة توحي بالفكرة و فكرة تقودنا, الى التجربة و التجربة تحكم بدورها على الفكرة
تعليقات
إرسال تعليق